قصر عزيزة فهمي هو الموضوع الذي سنتناوله اليوم بالحديث في هذا المقال، وذلك نظرًا لعدة نواحي متمثلة في: أهميته التاريخيه وأهميته السياحيةأهم الملابسات المتعلقة به، وخطورة النزاع الدائر حولهخطورة تهديد أكثر من قرن من التاريخ بالهدم والإندثار قصر عزيزة فهمي عزيزة هانم فهمي قبل البدء بسرد حكاية قصرعزيزة فهمي الاسكندرية، لابد من التعريف بصاحبة القصر …
قصر عزيزة فهمي هو الموضوع الذي سنتناوله اليوم بالحديث في هذا المقال، وذلك نظرًا لعدة نواحي متمثلة في:
قبل البدء بسرد حكاية قصرعزيزة فهمي الاسكندرية، لابد من التعريف بصاحبة القصر أولًا، وهي:
عزيزة هانم هي إحدى كريمات علي باشا فهمي بن عوض بن شافعي أحد كبار مهندسي القصر الملكي
ويروى أنه كان كبير مهندسي القصر، وذلك في عهد الملك فؤاد ملك مصر في ذلك الوقت
وعائلة فهمي باشا هي عائلة مصرية أرستقراطية من أكبر العائلات الأرستقراطية المصرية في ذلك الوقت
ولقد تزوجت عزيزة هانم فهمي من محمد باشا رفعت الروزنامجي وأنجبوا ابنتين:
منيرة هانم، وقدرية هانم زوجة الدبلوماسي حسين ذو الفقار
قام محمد باشا رفعت الروزنامجي زوج عزيزة هانم ببناء القصر من أجل أن يكون مصيفًا لزوجته وذلك منذ أكثر من قرن من الزمان وبالتحديد في عام 1905 ميلاديًا
تم بناء القصر على مساحة تقدر بــ 15000 ألف متر مربع وتبلغ المساحة البنائية للقصر 670 مترًا فقط من المساحة الكلية.
قام المهندس المعماري الإيطالي جرانتوا بتصميم القصر على الطراز المعماري النيو كلاسيكي الخاص بعصر النهضة
والمستوحى من الطراز المعماري الكلاسيكي الروماني الذي كان منتشراً في تلك الفترة الزمنية
وقد قام المصمم المعماري الإيطالي جرانتوا أيضًا بتصميم قصر زينب هانم فهمي اخت عزيزة فهمي
في نفس المنطقة والذي تم تحويله فيما بعد إلى قصر المجوهرات الشهير أو كما يعرف حاليًا بمتحف المجوهرات الملكية.
القصر مكون من طابقين وقبو أو بدروم وقاعة – هوول – وتراس بالإضافة إلى المصعد الموجود داخل القصر
القصر يعد ثالث أكبر القصور في محافظة الإسكندرية من حيث مساحة الأرض بعد قصر المنتزه وقصر رأس التين
حي زيزينيا الذي يقع به قصر عزيزة فهمي الإسكندرية هو واحد من أرقى وأفخم أحياء المدينة قاطبة
ويقع حي زيزينيا في منطقة الرمل بين منطقة جليم ومنطقة جانكليس وحي سان ستيفانو
وسبب تسمية الحي بهذا الإسم – زيزينيا – يرجع إلى القنصل اليوناني زيزينيا قنصل بلجيكا بمصر حينئذ
والذي عندما أدرك أهمية الإسكندرية كعاصمة ثانية لمصر في ذلك الوقت، قام بشراء قطعة أرض كبيرة بها
وبعد مرور فترة من الزمن قام القنصل البلجيكي ببيع جزء من الأرض إلى الحكومة المصرية عند قيامها بمد خط الترام
ومن ثم بعد ذلك سمي الحي عندما بدأ الناس بالإنتقال إليه بإسم حي زيزينيا نسبة لصاحب الأرض الأول.
وبدأ أثرياء وأغنياء مصر وقتها ومن على شاكلتهم من الأمراء، وكبار رجال الدولة والسياسة، وكبارالتجار والأدباء وغيرهم من بناء قصور وفيلات ومنازل على أحدث الطرز المعمارية وقتها في حي زيزينيا وخاصة بعد أن تم إنشاء كورنيش اسكندرية
فقد كان على يسار قصر الأميرة عزيزة فهمي بجليم فيلا الفنان الكبيرمحمد عبد الوهاب، وعلى يمينه فيلا أمير الشعراء أحمد شوقي، وأيضًا قصر الأمير محمد علي بن توفيق
بخلاف قصر أختها زينب هانم الذي تم تحويله إلى متحف المجوهرات الملكية كما سبق ذكره.. وغير ذلك من القصور والفيلات التي كانت موجدة حينئذ.
لا يشكل الوصول لقصر عزيزة هانم أية مشكلة، وذلك بسبب موقعه الجغرافي الممتاز
فالقصر يقع مباشرة قِبالة طريق الجيش أو كما يعرف بإسم كورنيش الإسكندرية.
فبإمكانك أن تصل إلى القصر بكل سهولة ويسر عن طريق المواصلات العامة، إن لم يكن معك سيارة خاصة
بالإضافة إلى قرب كل من محطة ترام قصر الصفا – زيزينيا – ومحطة ترام جليم
بدأ النزاع الدائر حول ملكية قصر عزيزة فهمي في زمن رئيس مصر الراحل جمال عبد الناصر عندما قام بإنشاء قانون التأميم
والذي على إثره تم نزع ملكية القصر من مُلَّاكه الأصليين، ويذكر أن الدولة قد قامت بتعويض أصحاب القصر بمبلغ مائة ألف جنيهًا مصريًا، وهو بالمناسبة كان يعد مبلغًا كبيرًا وقتئذ.
ولكن لم تنتهى المسألة بعد سحب ملكية القصر والتعويض الذي تم دفعه إلى الورثة، بل بدأ النزاع الفعلي عندما قامت الدولة بعرض القصر للمزاد العلني
وقد ربحت المزاد الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق وبعد ذلك قامت بتوقيع اتفاقية تقتضي بتحويل القصر إلى فندق سياحي وهو ما أثار استياء الورثة
ومن وقتها والنزاع القضائي على ملكية قصر عزيزة فهمي قائم في المحاكم بين كل من الورثة والشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق.
وبين عملية شد وجذب بين شركة إيجوث والورثة وعمليات نقاش متعددة حول مسألة هدم الفندق وتحويله إلى فندق سياحي من عدمها
أو إنشاء الفندق على شكل U في منطقة الحدائق المحيطة بالقصر وعدم هدم القصر، وغير ذلك من العديد من الملابسات و الإشاعات المتعلقة بقصر عزيزة فهمي والدائرة حوله
إلا أن آخر ما تم الوصول إليه هو تقسيم المساحة الكلية للقصر بين الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق والورثة على النحو التالي:
وهنا لابد لنا من أن ننوه إلى أن القصر غير تابع لوزارة الآثار – للأسف – ولكنه مدرج في لجنة حفظ التراث
تمت الإشارة إلى حكاية قصرعزيزة فهمي الاسكندرية في الفيلم الرائع ابن القنصل بطولة الفنان الكبير أحمد السقا والفنان خالد الصاوي والفنانة غادة عادل
وتناول الممثلون القصة في الفيلم وقاموا بعمل محاكاة للخلاف الواقع بين الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق وورثة القصر في عملية تزوير داخل حبكة سينمائية مميزة
الفنان أحمد السقا كان يلعب دور ابن القنصل، والفنان خالد الصاوي كان يلعب دور القنصل وهو مزور قد خرج من السجن منذ مدة قصيرة
والفنانة غادة عادل أيضًا كان لها دور ظريف في الفيلم، ولمعرفة باقي القصة الممتعة للفيلم يفضل مشاهدته
بالطبع الخلاف الواقع على ملكية قصر عزيزة فهمي بين الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق وورثة القصر يشكل مادة غنية جداً لعمليات النصب الباطني و العلني كذلك
وآخر عمليات النصب الدائرة حول القصر هو عندما قامت شركة سودانية للمقاولات بعرض القصر للبيع عن طريق اعلان ممول على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك
وقد زعمت أنه قد تم فض النزاع الدائر حول القصر، وعندما كثر الجدل حول الإعلان قام الفيس بوك ببحث المسألة وتبين أن الإعلان وهمي فقام الموقع بإغلاق الإعلان وحذفه.
قصر الأميرة عزيزة هانم فهمي هو أحد القصور القليلة المتبقية بمدينة الإسكندرية العريقة من جملة قصور وسرايات لأبناء وأحفاد العائلة الملكية ولكبار التجار ورجال الدولة
كانت هذه القصور تزين مدينة الإسكندرية بروح العمارة الكلاسيكية الرائعة، ولأسف قد تم هدم أكثرها وتحويلها لكتل خرسانية وابراج سكنية تغلفها روح الحداثة الاسمنتية القاتمة
التي كل همها أن تكدس أكبر عدد ممكن من البشر بعضهم فوق بعضهم من أجل تلبية نداء عجلة الإنتاج المادية الرأسمالية حتى ولو كان ذلك على حساب الثقافة والآداب.
أصبحنا للأسف لا نقدر روح الإبداع المعماري والثقافي التي كانت تغلف فترة من أعرق فترات التاريخ المصري بوجه عام والتاريخ السكندري بوجه خاص
والتي كما تم نقلها إلينا عن طريق الكتب والمؤلفات، إلا وأنه قد تم نقلها إلينا أيضاً عن تاريخ التحف المعمارية المتمثلة في القصور والسرايات التاريخية
تلك القصور والسرايات التاريخية التي ما زالت صامدة حتى يومنا هذا في مواجهة الإهمال المتعمد تجاهها.
من كل ما سبق فإننا نستطيع أن نقول وبكل قوة وحزم أن لقصر الأميرة عزيزة فهمي بالإسكندرية أهمية سياحية كبيرة يستمدها القصر وبكل قوة من تاريخه العريق الذي دام أكثر من قرن من الزمان
ونحن في فيزيت جايد ( دليل السفر ) بجانب أننا نعمل جاهدين على نشر ثقافة السفر والترحال بين الناس
فنحن أيضاً ندعو جاهدين للمحافظة على التراث التاريخي والثقافي والمحافظة على الأماكن السياحية
ونؤكد على الأهمية الكبيرة لقصر الأميرة عزيزة هانم فهمي وندعو لضرورة المحافظة على القصر والإهتمام به
الحقيقة هي أن الخاسر في مسألة إهمال قصر الأميرة عزيزة هو مصر حكومة وشعبا، والذي من الممكن في أي لحظة أن يفقد أثر عريق من تاريخ مصر الذهبي
مصر حكومة وشعباً هي الخاسر لمعلم تاريخي وسياحي مميز تحكي جدرانه حكايات تاريخية وثقافية وأدبية مميزة.. إذا فقدت لن تستطيع لها بدلا
نظراً لموقع القصر المميز بين كل من منطقة سان ستيفانو ومنطقة جليم فهناك العديد من المعالم السياحية القريبة من موقع القصر، وفيما يلي سنذكر لك أشهرها:
هو أقرب المعالم السياحية المميزة في مدينة الإسكندرية من قصر عزيزة فهمي ، حيث يقع القصر على كورنيش الاسكندرية مباشرة
وكورنيش الاسكندرية من أشهر المعالم السياحية في مدينة الاسكندرية
قصر زينب هانم فهمي، أخت عزيزة فهمي كما كان يعرف في السابق قبل أن يتحول إسمه إلى متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية
شيد القصر في عام 1919 ميلادية وهو تحفة معمارية حقيقية تقع على مساحة 4185 متر
قام ببنائه المهندس المعماري الإيطالي جرانتوا الذي قام ببناء قصر أختها الأميرة عزيزة فهمي
وقد قامت في القصر من بعد أمها الأمير فاطمة الزهراء وظل القصر مستخدماً للإقامة الصيفية حتى قيام ثورة يوليو عام 1952 ميلاديا
وبعد أن تمت مصادرة أملاك الأميرة فاطمة الزهراء ابنة الأميرة زينب فهمي والتي آلت إليها ملكية القصرسمح لها بالإقامة فيه من الحكومة المصرية بعد ثورة يوليو 1952 ميلاديًا
ثم تنازلت بعد ذلك الأميرة فاطمة الزهراء عن القصر للحكومة المصرية.. وغادرت إلى القاهرة
وقد تم استخدام القصر كاستراحة لرئاسة الجمهورية حتى تحول إلى متحف بقرار جمهوري عام 1986
كوبري استانلي من أشهر المعالم السياحية بمدينة الاسكندرية الساحرة
يتميز الكوبري بجمال التصميم حيث يشبه الكوبري في تصميمه تصاميم القصور الملكية في هيئته
بالإضافة إلى أن به إضاءة تميزه وقد أسهم في رفع مستوى المنطقة
يحتوي فندق بلاز على مطاعم وكافيهات وإطلالات مميز على بحر اسكندرية
يبعد عن القصر بحوالي 450 متر ( حوالي دقيقة واحدة بالسيارة )
يحتوى فندق الفور سيزونز على مطاعم وكافيهات ومنتجع صحي وشاطئ خاص يتمتع بإطلالة ساحة على شاطئ البحر
يبعد عن القصر بمسافة 650 متر تقريباً ( حوالي دقيقتين بالسيارة)
يحتوي فندق رومانس على مطعم وكافيه ومنتجع صحي ومسبح خاص بالإضافة إلى إطلالة ساحرة على كورنيش اسكندرية
يبعد عن قصر عزيزة فهمي بمسافة 2.9 كيلو متر ( حوالي خمس دقائق بالسيارة )
نظراً لموقع قصر عزيزة فهمي المميز بين منطقة سان ستيفانو ومنطقة جليم فهناك العديد من المرافق العامة والخاصة القريبة منه ومن أشهرها ما يلي: