كانت فاس موطن للعديد من المواطنين والأعراق مثل الاندلسين والعرب وغيرهم.
مدينة فاس من أقدم مدن المغرب حيث يرجع تاريخ إنشائها إلى 800 عام مضت، وهي أكبر المدن المغربية من حيث عدد السكان بعد الدار البيضاء.
تأسست فاس في عام 789 ميلاديا على يد السلطان ادريس الثاني الذي جعلها عاصمة الادريسيين في المغرب حينها.
تنقسم المدينة العريقة الى ثلاث أجزاء، المدينة القديمة وهي نواة المدينة والتي تم بناؤها قبل 8 قرون، وفاس الجديدة والتي بُنيت في القرن الـ 13، والمدينة الجديدة التي أسسها الفرنسيون أثناء فترة الإستعمار.
تمثل مدينة فاس جزء من التاريخ والتراث المغربي، نظرا لتاريخ المدينة الضارب في القدم.
في نهاية القرن الثامن الميلادي أسس السلطان ادريس المدينة على جانب نهر فاس وجعلها العاصمة للدولة الادريسية الحديثة في ذلك العهد.
على مدار السنين التي تلت تأسيس فاس، هاجرت العديد من العائلات العربية الى المدينة الجديدة لتشهد المدينة إنشاء أول حي سكني والذي عرف بحي القرويين.
وكباقي مدن المغرب كان لمدينة فاس نصيب من هجرة الاندلسيون الفارين من بطش الأسبان، ليؤسسوا حي خاص بهم عُرف بأسم حي الأندلسيون.
بعد وفاة إدريس الأول مؤسس المدينة ومؤسس الدولة الإدريسية قام ابنه ببناء توسع للمدينة على الجانب الآخر من النهر.
واستمرت المدينة منقسمة الى نصفين حتى عهد المرابطون، حيث وحدها يوسف بن تاشفين وجعلها مدينة واحدة، وأصبحت ذات اهمية عسكرية، حيث كانت قاعدة عسكرية اساسية طوال تاريخ المغرب.
وفي عام 859 تم إنشاء جامع القرويين في مدينة فاس، والذي كان بمثابة منارة دينية لمنطقة شمال أفريقيا، حيث قصده الطلاب من مختلف الدول الإسلامية، فضلا عن احتوائه على جامعة القرويين وهي أقدم جامعة في العالم.
العصر الذهبي للمدينة كان عام 1276 ميلاديا، وتحديدا في عصر المرينيين، حيث تم بناء فاس الجديدة كتوسع للمدينة القديمة وتم تحصينها بسور ضخم، وبناء مسجد كبير، فضلا عن إنشاء أحياء سكنية جديدة وحدائق اندلسية.
فاس اشتهرت أيضا بإنها المصنع الرئيسي للطربوش حتى القرن الـ 19، ولكن بعد ذلك بدأ تصنيعه في تركيا وفرنسا.
إذا انتهيت من زيارة فاس، فلا تفت فرص اكتشاف روعة المدينة القديمة في الدار البيضاء، وشراء بعض الهدايا التذكارية والقيام بجولة للتسوق في مولاتها المتنوعة..
كما يظهر من الاسم، يبدو أن للفأس علاقة بتسمية مدينة فاس بهذا الاسم.
حيث يرجع سبب تسميتها بهذا الأسم الى ضربة فأس بيد مؤسسها إدريس الأول.
حيث فر الى تلك المنطقة هرباً من ملاحقات العباسيين، وحينما استقر وجنوده ضرب بفأسه في الأرض ليكون موقع الضرب هو مكان بناء المدينة.
ولكن هناك روايات تاريخية تُرجع سبب التسمية الى الأمازيغية القديمة في المغرب، فكلمة أفاس تعني اليمين، وموقع المدينة كان على اليمين بالنسبة لطريق التجارة، ما قد يفسر سبب تسميتها بهذا الاسم.
فاس تستحوذ على موقع جغرافي مميز، يساعد في غزارة مياهه العذبة، بسبب المياه الجوفية بالمدينة.
توجد منطقة للمياه الجوفية بفضل الطبقات الكلسية بمنطقة الأطلس ما ساهم في تكون منطقة سهل سايس و الذي تتفجر منها الينابيع العذبة، التي تغذي نهر فاس.
هذه الطبيعة الساحرة جعلت الينابيع تتدفق في شرايين من المياه الصغيرة لتصل الى كل مكان بالمدينة، ما ساهم في تكون نهر سبو.
كل هذه العوامل ساهمت في أن تكون فاس مدينة استراتيجية على مدار التاريخ، وتصمد تحت الحصارات التي تعرضت لها في الماضي.
ساعدت طبيعة المنطقة الجغرافية أن تقع مدينة فاس في واد خصب وسط تلال تشبه المروج الخضراء.
وعلى مقربة من فاس ستجد الغابات الضخمة التي كونتها أشجار البلوط والأرز.
بالإضافة إلى بساتين زيتون وكروم واشجار الفاكهة المختلفة الأنواع والثمرات.
ساهمت هذه البساتين في اكساب المدينة لونا مميزا، حيث ساهمت أشجار البرتقال والرمان والزيتون في تلون المدينة باللون الزمردي، بينما تزين أشجار البلوط والأرز جبال فاس.
تحتوى مدينة فاس على معالم سياحية متنوعة بسبب تاريخها القديم، فضلا عن امتيازها بالطبيعة الخلابة نظرا لتطاريس المنطقة الجغرافية.
أبواب مدينة فاس من أشهر معالمها، ومن هذه الأبواب باب الفتوح، باب الخوخة، باب المحروق، باب الحديد.
مسجد القرويين واحد من معالم مدينة فاس وهو من أشهر المساجد بالمغرب.
بني مسجد القرويين في عام 857 ميلاديا، ليكون منارة دينية وتعليمية في الشمال الأفريقي، ويُنسب بناءه الى فاطمة الفهرية، ولُحقت به صومعة بعد مائة عام من بنائه.
بحسب بعض المؤرخين فأن تزيين المسجد يرجع الى عصر دولة المرابطين، حيث اشتهرت تلك الفترة ببناء القباب الجبسية، وهو ما نراه في الساحة الخاصة بالصلاة في مسجد القرويين.
كذلك هناك مسجد الاندلسيين، وهو من أشهر معالم مدينة فاس، ويرجع تاريخ بناءه الى عام 860 ميلاديا، ويُنسب بناءه الى مريم الفهرية أخت فاطمة التى تولت بناء مسجد القرويين.
الإ ان تصميمه الحالي الذي نعرفه يرجع الى فترة الدولة الموحدية، وتحديدا خلال فترة حكم الناصر الموحدي.
كما شهد مسجد الأندلسيين اضافة نافورة في الساحة الخارجية خلال فترة حكم العلويين.